مسابقة الدولة البوسعيدية

 

السلطان السيد خليفة بن حارب البوسعيدي (١٣٢٩-١٣٨٠ هـ/ ١٩١١-١٩٦٠م): تاسع سلاطين أسرة البوسعيد في سلطنة زنجبار، ولد السيد خليفة بمسقط في ٢٦ أغسطس ١٨٧٩م، لأبوين ينتميان لأسرة البوسعيد الحاكمة في عُمان، فأبوه السيد حارب ابن السلطان ثويني بن سعيد بن سلطان الذي حكم عُمان في الفترة من (١٢٧٣-١٢٨٢هـ/ ١٨٥٦-١٨٦٦م). تم تتويج السلطان خليفة رسمياً في ٩/١٢/١٩١١م في بيت العجائب. وبلغت مدة حكمه ٤٩ عاماً أما السلطان سعيد بن سلطان سلطان عُمان وزنجبار وملحقاتها فبلغت مدة حكمه ٥٢ عاماً.

كان السلطان خليفة بن حارب من أكثر سلاطين زنجبار حكمة وبصيرة وتواضعا، وكان مضرب المثل في الأخلاق الرفيعة التي جعلته محبوبا جدا لدى أهل زنجبار، واستطاع خلال فترة حكمه التي شارفت على الخمسين سنة أن يسوس البلاد بحكمة بالغة جنبتها الكثير من الفتن والاضطرابات التي كانت تعصف بالعالم في تلك الفترة، كان أبرزها نشوب الحربين العالميتين، وانتشار الفكر الشيوعي. شهد عهد السلطان خليفة بن حارب العديد من الأحداث، واتسم في أغلب فتراته بسيادة السلم والأمن. وعلى المستوى الحضاري، شهدت المؤسسات الإدارية الحكومية في عهد السلطان خليفة بن حارب توسعا وتنظيما كبيرا، في المجالات المختلفة، كالتعليم والصحة والقضاء والإدارة العامة، وغيرها. فقد اهتم السلطان خليفة بن حارب بالجوانب التعليمية فتم في عهده إنشاء العديد من المدارس، ومن ذلك قيام مدرسة لتدريب المعلمين، وتأسيس المدارس في المقاطعات، كما افتتحت المدرسة الأولى للبنات بمدينة زنجبار في عام ١٣٤٥هـ/ ١٩٢٧م. وقد شملت المدارس جزيرة بمبا (الجزيرة الخضراء) إذ افتتحت المدرسة الأولى بها بمدينة ويته في ٦يناير ١٩٤٢م. كما قام السلطان خليفة في ٣١ أكتوبر ١٩٥٤م بوضع حجر الأساس لمدرسة السلطان سعيد بن سلطان بويته بالجزيرة الخضراء التي بنيت من تبرعات سكان الجزيرة. كما تم الاهتمام بتقديم الخدمات العامة كبناء المستشفيات والمراكز الصحية وتوفير ما تلزم من خدمات، وتشييد الطرق، وتوفير الكهرباء وإمدادات المياه وشبكة الصرف الصحي، وخطوط الهاتف، وصيانة الموانئ والجسور، وإنشاء مراكز الشرطة وغيرها من الخدمات.

 تُوفى السلطان خليفة بن حارب بن ثويني في قصره ببيت العجائب في٩أكتوبر ١٩٦٠م، ودُفن في المقبرة الملكية. وخلفه في الحكم ابنه السلطان السيد عبد الله بن خليفة البوسعيدي (١٣٨٠-١٣٨٣هـ/ ١٩٦٠-١٩٦٣م): وهو عاشر سلاطين سلاطين أسرة البوسعيد في سلطنة زنجبار، ولد في زنجبار في ١٢ فبراير ١٩١٠م.  عين وليًا للعهد في عهد والده السلطان خليفة بن حارب. ثم صار حاكماً في أكتوبر ١٩٦٠م خلفا لوالده السيد خليفة. شهد عهده الكثير من الأحداث التي كان لها أثر كبير في تغيير الحياة السياسية والاجتماعية في زنجبار من ذلك زيادة نفوذ الاستعمار وزيادة حدة التوتر بين العرب وحزبهم الحزب الوطني وبين الأفارقة وحزبهم الحزب الإفروشيرازي. توفى السلطان عبد الله بن خليفة البوسعيدي في ٥ يوليو ١٩٦٣م، وخلفه في الحكم ابنه الأكبر السلطان السيد جمشيد بن عبد الله البوسعيدي (١٣٨٣-١٣٨٣هـ/ ١٩٦٣-١٩٦٤م) وهو آخر   سلاطين أسرة البوسعيد في سلطنة زنجبار، وُلد في زنجبار بتاريخ ١٦ سبتمبر ١٩٢٩م. تخرّج من المدرسة الثانوية الحكومية في زنجبار، ثم التحق بكلية فكتوريا العريقة في الاسكندرية، فالجامعة الأمريكية في بيروت، ثم خدم في البحرية الملكية البريطانية لمدّة سنتين تقريبًا. درس بعد ذلك الإدارة العامة في بريطانيا؛ وعند عودته إلى زنجبار، ألحقه جدّه، السلطان خليفة بن حارب، إلى بعض مؤسسات الدولة لاكتساب الخبرة الإدارية العملية. تولى السلطنة في زنجبار خلال الفترة من 1 يوليو 1963م إلى 12 يناير 1964م.  حصلت زنجبار في عهده على استقلالها من المملكة المتحدة في 19 ديسمبر 1963م كدولة ملكية دستورية مستقلة.  وفي 12 يناير عام 1964م أطاحت ثورة زنجبار بحكمه. ثم انتقل إلى المنفى في مدينة بورتسموث في المملكة المتحدة ومكث فيها من ٢٠ يناير ١٩٦٤م حتى ١٥ سبتمبر ٢٠٢٠م حيث يستقر حالياً في العاصمة العُمانية مسقط.

واليوم تشهد العلاقات العُمانية بدول شرق إفريقيا آفاقاً اقتصادية وأخرى ثقافية مستندة إلى الأساس التاريخي والحضاري والإنساني الذي يميز العلاقات بين الجانبين.

 

 

 

 

 

 

What is مسابقة الدولة البوسعيدية?

مسابقة الدولة البوسعيدية بمناسبة مرور 280 عامًا على تأسيس الدولة البوسعيدية تقدمها الباحثة الدكتورة أحلام الجهورية