بودكاست "قيادة غير تقليدية - Leading Unusual” هو رحلة استكشاف في عالم القيادة الحديثة، حيث نخرج عن النمط التقليدي لاستكشاف أساليب قيادية ملهمة ومبتكرة. من خلال خمسة محاور رئيسية - قيادة الذات، قيادة الفرق، قيادة الاستراتيجية، قيادة التغيير، وقيادة أصحاب المصلحة - نقدم أفكارًا مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ونشارك استراتيجيات لبناء ثقافة قيادية أصيلة ومرنة تتماشى مع تحديات اليوم.
بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual - الحلقة الأولى
المقدمة
مسعود: مَرْحَباً بكم جميعًا في الحلقة الأولى من "بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual"! اليوم سنناقش موضوعًا جوهريًا: "قيادة الذات". غالبًا ما نربط كلمة "القيادة" بتوجيه الآخرين. لكن، الأبحاث تقول غير ذلك. على سبيل المثال، يشير تقريرُ عامِ 2024 عن حالة القوى العاملة العالمية الذي تصدره (Gallup) إلى بلوغ نسبة الموظفين غير المرتبطين بوظائفهم إلى نسبة 78% ، وأحد الأسباب الرئيسية هو أن القادة يفتقرون إلى وعي ذاتي كافٍ، مما يؤثر على أسلوبهم في القيادة.
وأظهرت دراسة أخرى أجرتها “فوربس” (Forbes, 2022) أن 60% من الموظفين يعتقدون أن المديرين الذين يتمتعون بوعي ذاتي عالٍ هم أكثر إلهامًا للفريق. يعني، قيادة الذات ليست مجرد فكرة بسيطة، بل هي عنصر أساسي لبناء ثقافة قيادية ملهمة وقوية. معنا اليوم ضيفتنا بسمة، التي ستشاركنا رؤيتها حول مفهوم قيادة الذات وكيف يمكن للقادة، مهما كانت مناصبهم، أن يطبقوا هذا المفهوم بشكل فعّال ليصبحوا قادة غير تقليديين! أهلاً بك، بسمة!
بسمة: شكرًا، مسعود! متحمسة جدًا لهذا النقاش. قيادة الذات ليست مجرد تطوير ذاتي، بل هي القدرة على إعادة بناء العلاقة بين القائد ونفسه، وهذه العلاقة هي التي تحدد تأثير القائد على فريقه.
السؤال الأول
مسعود: لنبدأ بسؤال أساسي، لماذا تعتبر قيادة الذات غير التقليدية بهذه الأهمية؟
بسمة: انظر، مسعود، قيادة الذات غير التقليدية تبدأ بالتعرف على نقاط القوة والضعف بصدق وشفافية. إحدى الدراسات التي تلفت نظري دائمًا هي دراسة أجرتها “هارفارد بيزنس ريفيو” (Harvard Business Review, 2021)، والتي تبين أن القادة الذين يمتلكون وعيًا ذاتيًا عاليًا لديهم فرصة أفضل بنسبة 60% لتحقيق أداء أعلى مقارنة بزملائهم. السبب؟ لأنهم يعرفون متى يحتاجون إلى دعم، متى يتحدون أنفسهم، وكيف يحفزون الآخرين بناءً على احتياجات حقيقية وليست افتراضات.
السؤال الثاني
مسعود: رائع جدًا! طيب، بسمة، كيف يمكن للقائد أن يكون واعيًا بذاته بطريقة فعالة في بيئة مليئة بالتحديات؟
بسمة: هذا سؤال ممتاز! وعي الذات ليس شيئًا نولد به؛ هو شيء نبنيه. الدراسات تدعم هذا الكلام؛ فقد وجدت دراسة من “ديلويت” (Deloitte, 2022) أن القادة الذين يستثمرون وقتًا دوريًا لتقييم ذاتهم يتمتعون بفرصة أكبر بنسبة 40% لتحسين قدرتهم على اتخاذ القرارات. وعي الذات ليس مجرد سؤال وجواب؛ بل هو عملية مستمرة يُقيّم فيها القائد تصرفاته وردود فعله، ويطلب تغذية راجعة (feedback) من الأشخاص المحيطين به.
السؤال الثالث
مسعود: ممتاز، طيب بسمة، قد يتساءل البعض، ما هو الرابط بين قيادة الذات والأداء الوظيفي للفريق؟
بسمة: هذا الربط هو أحد أكثر المواضيع إثارة للاهتمام، مسعود! أظهرت دراسة أجرتها “مجلة القيادة الإيجابية” (Journal of Positive Leadership, 2022) أن القادة الذين يمارسون وعي الذات يحقق فريقهم أداء أعلى بنسبة 25% ويكونون أكثر رضا وولاءً بنسبة 30%. هذا التأثير ينبع من أن القائد الواعي لذاته يخلق بيئة عمل مبنية على الثقة، الوضوح، والاحترام المتبادل، وهذه الأساسيات هي أساس نجاح أي فريق.
السؤال الرابع
مسعود: جميل جدًا. نختم بسؤال عملي: لو أن هناك قائد يرغب في البدء بتطوير ذاته، ما هي الخطوة الأولى التي تنصحينه بها؟
بسمة: أول خطوة؟ بسيطة ولكن فعّالة! نصيحتي الأولى لكل قائد هي “استمع لنفسك أولًا”. ثم ابدأ بكتابة ملاحظات يومية بسيطة حول ردود أفعالك وتصرفاتك. أظهرت دراسة من مؤسسة "كورن فيري” (Korn Ferry, 2022) أن 70% من القادة الذين يواظبون على الكتابة اليومية عن تجاربهم يشهدون تحسنًا في قدرتهم على إدارة التوتر وتعزيز وعيهم الذاتي. الكتابة هي أداة بسيطة لكنها فعّالة جدًا؛ تتيح لك مساحة تعكس فيها تفاصيل يومك وتكتشف جوانب غير واعية.
مسعود: رائع يا بسمة! أعتقد أن كلامك وضع أساسًا قويًا لفهم قيادة الذات بشكل غير تقليدي. أتمنى أن موضوع اليوم يحفّز الكثير من المستمعين لتطبيق هذه الأفكار في حياتهم اليومية. نلقاكم في الحلقة القادمة من “بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual”!