Leading Unusual

الحلقة ١٢ من بودكاست "قيادة غير تقليدية - Leading Unusual" نختم بها المحور الثالث عن قيادة الاستراتيجية والابتكار مع ملخص مختصر لمواضيع لحلقات السابقة ضمن هذا المحور. حلقة اليوم عن الصراع بين الأولويات قصيرة الأمد المتعلقة بالأداء والنمو والتحديات طويلة الأمد المرتبطة بالتحول والتجديد الذاتي.  

What is Leading Unusual?

بودكاست "قيادة غير تقليدية - Leading Unusual” هو رحلة استكشاف في عالم القيادة الحديثة، حيث نخرج عن النمط التقليدي لاستكشاف أساليب قيادية ملهمة ومبتكرة. من خلال خمسة محاور رئيسية - قيادة الذات، قيادة الفرق، قيادة الاستراتيجية، قيادة التغيير، وقيادة أصحاب المصلحة - نقدم أفكارًا مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ونشارك استراتيجيات لبناء ثقافة قيادية أصيلة ومرنة تتماشى مع تحديات اليوم.

مسعود: أهلاً بكم في الحلقة الثانية عشرة من “بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual”! في هذه الحلقة، سنتناول موضوعاً حيوياً يواجهه الكثير من القادة: كيفية تحقيق التوازن بين الأهداف قصيرة الأمد والرؤية طويلة الأمد. تشير الأبحاث إلى أن 70% من الشركات التي تفشل في تحقيق رؤيتها تكون نتيجة التركيز المفرط على الأهداف قصيرة الأمد (McKinsey), بينما تؤكد دراسة أخرى أن المؤسسات التي تحقق توازناً بين هذه الأهداف تحقق نمواً طويل الأمد بنسبة 25% أعلى من منافسيها (Harvard Business Review).

مرحباً بكِ، بسمة! نحن متحمسون لسماع رأيك حول هذا الموضوع المهم.

بسمة: شكراً لك، مسعود! بالفعل، موضوع تحقيق التوازن بين الأهداف القصيرة والطويلة الأمد هو من أهم تحديات القيادة الحديثة، وأتطلع لمناقشته معك اليوم.

مسعود: لنبدأ بالسؤال الأساسي: ما هي أهمية تحقيق التوازن بين الأهداف قصيرة الأمد والرؤية طويلة الأمد للقادة؟

بسمة: التوازن بين الأهداف قصيرة الأمد والرؤية طويلة الأمد يتيح للقادة تحقيق تقدم فعلي ومستدام. الأهداف قصيرة الأمد تساعد في إحراز نتائج فورية تعزز الحافز، بينما تسهم الرؤية طويلة الأمد في توجيه المؤسسة نحو النجاح المستقبلي. وفقاً لتقرير من Deloitte، الشركات التي تنجح في تحقيق هذا التوازن تتفوق على منافسيها في الاستدامة والمرونة.

مسعود: رائع، فعلاً التوازن هو سر الاستدامة في عالم الأعمال.

مسعود: كيف يمكن للقادة وضع استراتيجيات فعّالة لتحقيق هذا التوازن؟

بسمة: يمكن للقادة وضع استراتيجيات فعّالة عبر خطوات واضحة، مثل:
1. وضع أهداف قصيرة تتماشى مع الرؤية الطويلة: يجب أن تساهم الأهداف قصيرة الأمد في تحقيق الرؤية الأوسع للمؤسسة.
2. التقييم الدوري: من الضروري مراجعة الأداء بشكل منتظم للتأكد من أن الأهداف القصيرة تتكامل مع الرؤية الطويلة.
3. إشراك الفريق في صنع القرار: إشراك الموظفين في تحقيق التوازن يمنحهم رؤية واضحة ويساهم في تحقيق توازن أفضل بين الأهداف القصيرة والطويلة.

مسعود: خطوات مهمة جداً، وأعتقد أن التقييم الدوري يساعد القادة على التكيف مع التغيرات.

مسعود: ما هي التحديات التي قد تواجه القادة في تحقيق هذا التوازن؟

بسمة: تحقيق التوازن بين الأهداف قصيرة الأمد وطويلة الأمد يمكن أن يواجه عدة تحديات، وهذه التحديات قد تؤثر على قدرة القادة في اتخاذ قرارات تدعم هذا التوازن. من أبرز هذه التحديات:
1. الضغط لتحقيق نتائج سريعة: غالباً ما يتعرض القادة لضغوط من الجهات الإدارية أو المساهمين لتحقيق نتائج سريعة وملموسة، مما قد يدفعهم للتركيز على الأهداف قصيرة الأمد على حساب الرؤية الطويلة. مثلاً، قد يضطر القادة لتوجيه الموارد نحو مشاريع قصيرة الأجل لزيادة الإيرادات الفورية بدلاً من الاستثمار في مبادرات استراتيجية طويلة الأمد مثل البحث والتطوير.
2. المقاومة الداخلية للتغيير: يمكن أن تشكل الثقافة المؤسسية أحياناً عائقاً أمام تحقيق التوازن، حيث قد يفضل بعض الموظفين الاستقرار في دورات عمل تقليدية، ويشعرون بالتحدي أو عدم الراحة تجاه التوجهات الجديدة التي تخدم الرؤية طويلة الأمد. لتحقيق التوازن، يتعين على القادة مواجهة هذه المقاومة بمهارة عن طريق توضيح الفوائد طويلة الأمد التي ستعود على الجميع، وخلق بيئة تشجع على التحول التدريجي.
3. التحديات المالية وتخصيص الموارد: غالبًا ما تتطلب الرؤية طويلة الأمد استثمارات مالية كبيرة وموارد بشرية، مما قد يكون على حساب المبادرات قصيرة الأمد. هنا يظهر التحدي في كيفية تخصيص الموارد لتحقيق توازن عادل يضمن تحقيق نجاحات سريعة تعزز ثقة الفريق دون التضحية بالأهداف الاستراتيجية. مثلاً، قد يحتاج القادة إلى تقديم حجج مدروسة تبرز كيف يمكن للأهداف الطويلة الأمد أن تعزز الكفاءة المالية على المدى البعيد، مما يتطلب توجيهًا ذكيًا للموارد.
4. الحاجة للتكيف مع التغيرات السوقية: في بيئة العمل المتسارعة، يمكن أن تشكل التغيرات المفاجئة تحدياً آخر، حيث قد يضطر القادة إلى تعديل استراتيجياتهم بما يتماشى مع تلك التغيرات، مثل تغيرات في سلوك العملاء أو دخول منافسين جدد للسوق. التكيف السريع مع هذه التغيرات قد يفرض أحيانًا إيقاعًا مختلفًا بين الأهداف القصيرة والطويلة الأمد، ويتطلب من القادة المرونة والقدرة على الموازنة بين التكيف السريع واستمرار التوجه نحو الرؤية الأكبر.

تقرير من PwC أظهر أن 60% من القادة يواجهون صعوبة في تخصيص الموارد بين الأهداف القصيرة والطويلة، ويعتبر هذا التحدي من أبرز العقبات التي تؤثر على تحقيق التوازن.

مسعود: تحديات حقيقية، وأعتقد أن تجاوزها يتطلب التزامًا من القيادة، وفهماً عميقاً لكيفية التوفيق بين مصلحة الحاضر وآفاق المستقبل.

مسعود: ختاماً، ما هي النصيحة الأهم التي تقدمينها للقادة الذين يسعون لتحقيق توازن بين الأهداف القصيرة والطويلة الأمد؟

بسمة: النصيحة الأهم هي التركيز على وضع رؤية واضحة تتضمن أهدافًا قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد، مع التأكد من أن كل هدف قصير يسهم في تحقيق الرؤية الشاملة. كذلك، يُنصح القادة بإعادة تقييم التقدم بانتظام، وتعديل الخطط إذا لزم الأمر لضمان استمرارية التوازن.

مسعود: نصيحة ممتازة! شكراً جزيلاً لكِ، بسمة، على هذه الأفكار الملهمة.

ختام الحلقة وملخص محور الاستراتيجية والابتكار

مسعود: نختتم اليوم ليس فقط بتلخيص أهم أفكار هذه الحلقة، ولكن أيضًا ملخصًا لمحور الاستراتيجية والابتكار:
1. التمييز بين الاستراتيجية التقليدية والاستراتيجية الابتكارية: في الحلقة التاسعة، تطرقنا إلى أهمية أن تتجه المؤسسات نحو الابتكار وتبني استراتيجية مرنة تمكنها من الاستجابة السريعة للتغيرات في السوق.
2. تعزيز ثقافة الابتكار: في الحلقة العاشرة، ناقشنا كيف يمكن للقادة خلق بيئة تشجع على التجريب وتقبل الفشل كجزء من عملية التعلم، مما يدعم الابتكار كجزء من هوية المؤسسة.
3. إدارة مخاطر الابتكار واتخاذ القرارات الجريئة: في الحلقة الحادية عشرة، تناولنا كيفية إدارة القادة لمخاطر الابتكار واتخاذ قرارات جريئة تسهم في تحقيق الرؤية المستقبلية دون التضحية بالاستقرار المؤسسي.
4. التوازن بين الأهداف القصيرة والطويلة الأمد: في حلقة اليوم، أوضحنا أهمية تحقيق هذا التوازن لضمان نجاح المؤسسة في الأمدين القصير والطويل، وكيفية تجاوز التحديات المرتبطة بهذا التوازن.

نأمل أن تكون هذه الأفكار قد ساعدتكم على فهم أسس قيادة الاستراتيجية والابتكار بشكل أعمق. نلقاكم في الحلقة القادمة من “بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual”!