بودكاست "قيادة غير تقليدية - Leading Unusual” هو رحلة استكشاف في عالم القيادة الحديثة، حيث نخرج عن النمط التقليدي لاستكشاف أساليب قيادية ملهمة ومبتكرة. من خلال خمسة محاور رئيسية - قيادة الذات، قيادة الفرق، قيادة الاستراتيجية، قيادة التغيير، وقيادة أصحاب المصلحة - نقدم أفكارًا مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ونشارك استراتيجيات لبناء ثقافة قيادية أصيلة ومرنة تتماشى مع تحديات اليوم.
مسعود: أهلاً بكم في الحلقة الثانية من الموسم الأول من “بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual”! اليوم سنتحدث عن المرونة والتكيف، وهما عنصران أساسيان لأي قائد غير تقليدي. في عالم سريع التغير، القدرة على التكيف تجعل القادة أكثر استعدادًا لمواجهة التحديات بل وتحويلها إلى فرص. حسب دراسة أجرتها Harvard Business Review في عام ألفين وعشرين، أكثر من خمسين في المئة من القادة الذين يتمتعون بمرونة عالية تمكنوا من قيادة فرقهم خلال أزمات كبرى دون تراجع في الأداء.
ومعنا اليوم بسمة، التي ستناقش معنا استراتيجيات فعّالة لتنمية المرونة داخلنا كقادة وتحويل التحديات إلى دروس نتعلم منها. أهلاً بكِ يا بسمة!
بسمة: شكرًا لك، مسعود! موضوع اليوم مهم جدًا، فالمرونة هي أحد مقومات القيادة الناجحة في هذا الزمن المتغير.
مسعود: لنبدأ بالسؤال الأول، بسمة، لماذا تعتبر المرونة بهذا القدر من الأهمية في القيادة؟
بسمة: انظر، مسعود، المرونة تمنح القائد القدرة على مواجهة التغيير بثبات وثقة. دراسة نشرتها Gallup في ألفين وواحد وعشرين بينت أن القادة الذين يظهرون مرونة وقدرة على التكيف يزيد لديهم مستوى الأداء الشخصي بنسبة تصل إلى خمسين في المئة مقارنة بزملائهم.
هذا ليس مجرد تكيف مع التغيير، بل هو استجابة بنّاءة تعيد صياغة التحديات كفرص للنمو. المرونة تتيح للقائد ألا يتعثر أمام العقبات بل يراها كمحفز للاستمرار والتقدم.
مسعود: ممتاز، بسمة. ما هي الخطوات العملية التي يمكن للقائد اتباعها لتنمية المرونة في بيئة العمل؟
بسمة: أرى أن الخطوة الأولى هي “التقبل”؛ قبول الواقع دون إنكار. وفقًا لدراسة من Deloitte في ألفين وتسعة عشر، القادة الذين يتقبلون الوضع بسرعة ويبدأون بتحليل الخيارات الممكنة ينجحون بنسبة خمسة وعشرين في المئة أكثر من غيرهم في تحقيق أهدافهم. التقبل يعني تفهم ما يحدث ومحاولة إيجاد حلول مبتكرة للتعامل مع التحديات بدلاً من التردد أو الخوف.
ثم يأتي التركيز على الحلول وليس المشاكل، فالتعامل مع التحديات يتطلب عقلية إيجابية وتركيزًا على ما يمكن تغييره.
مسعود: جميل! وما هو الرابط بين المرونة وتطوير الذكاء العاطفي لدى القادة؟
بسمة: العلاقة وثيقة جدًا. القادة المرنون يظهرون ذكاءً عاطفيًا عاليًا، مما يعزز من قدرتهم على التأقلم مع ضغوط العمل. دراسة أجرتها Positive Psychology Journal في عام ألفين وثمانية عشر وجدت أن القادة الذين يملكون مستوى عالٍ من الذكاء العاطفي يتمتعون بمرونة أكبر في التعامل مع الأزمات، ويظهرون قدرة أكبر على تحفيز فرقهم خلال الظروف الصعبة.
الذكاء العاطفي يتيح للقائد فهم مشاعره والسيطرة عليها، مما يجعله قادرًا على اتخاذ قرارات مدروسة وثابتة حتى في أصعب الأوقات.
مسعود: نختم بسؤال عملي: لو هناك قائد يرغب في تحسين مرونته، ما هي النصيحة الأولى التي توجهينها له؟
بسمة: ببساطة، كن منفتحًا للتعلم المستمر. دراسة أجرتها Korn Ferry في عام ألفين وعشرين أظهرت أن سبعين في المئة من القادة الذين يلتزمون بالتعلم المستمر يظهرون مرونة أكبر في مواجهة الأزمات والتحديات. الانفتاح على التعلم يعزز المرونة من خلال زيادة الوعي بالتجارب والخبرات الجديدة، ويتيح للقائد أن يرى التحديات كفرص للنمو وليس كعقبات تعيق تقدمه.
مسعود: رائع يا بسمة! أعتقد أن هذه النصائح ستساعد الكثير من القادة على تطوير مرونتهم والاستعداد لمواجهة التحديات بثقة أكبر. شكراً لك على هذا النقاش الملهم والمفيد. نلقاكم في الحلقة القادمة من “بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual”!