Leading Unusual

الحلقة ١١ من بودكاست "قيادة غير تقليدية - Leading Unusual" ضمن المحور الثالث لقيادة الاستراتيجية والابتكار: نصائح واستراتيجيات لإدارة مخاطر الابتكار بفعالية.  

What is Leading Unusual?

بودكاست "قيادة غير تقليدية - Leading Unusual” هو رحلة استكشاف في عالم القيادة الحديثة، حيث نخرج عن النمط التقليدي لاستكشاف أساليب قيادية ملهمة ومبتكرة. من خلال خمسة محاور رئيسية - قيادة الذات، قيادة الفرق، قيادة الاستراتيجية، قيادة التغيير، وقيادة أصحاب المصلحة - نقدم أفكارًا مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ونشارك استراتيجيات لبناء ثقافة قيادية أصيلة ومرنة تتماشى مع تحديات اليوم.

مسعود: أهلاً بكم في الحلقة الحادية عشرة من “بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual”! في هذه الحلقة، سنتحدث عن كيفية إدارة القادة للمخاطر المرتبطة بالابتكار والتجريب، مثل دخول أسواق جديدة أو تطوير منتجات مبتكرة، واتخاذ قرارات جريئة يمكن أن تقود المؤسسة نحو نجاحات كبيرة أو تحديات أكبر.

وفقاً لتقريرٍ من Harvard Business Review يعتقد 65% من المديرين التنفيذيين أن الابتكار ضروري لتحقيق النمو على المدى الطويل، ومع ذلك، حوالي 45% منهم يعترفون بأنّ مؤسساتهم تتجنب المخاطرة بسبب الخوف من الفشل. هنا تتجلى فجوة الابتكار، حيث يسعى القادة إلى تحقيق توازن بين الابتكار والمخاطرة.

اليوم، سنتناول كيفية إدارة هذه المخاطر واتخاذ قرارات تتيح استكشاف فرص جديدة بطرق مدروسة، مع الحرص على تقليل المخاطر قدر الإمكان. ومعنا كالعادة ضيفتنا بسمة، التي ستشاركنا رؤيتها حول استراتيجيات تحقيق الموازنة بين المغامرة الريادية المدفوعة بالابتكار وتبعات المخاطرة في رحلة البحث عن إختراق الأسواق وحواجز النمو، أهلاً بكِ بسمة!

بسمة: مرحباً مسعود، هذا الموضوع بالفعل هو أحد نقاط النقاش المهمة داخل الكثير من المنظمات حيث يجب توجيه الموارد المحدودة واستثمارها بشكل يعظّم العوائد للمُلّاك وحَمَلَةِ الأسهم، وفي نفس الوقت يحمي رؤوس الأموال والموارد، متحمسةٌ لمناقشة الموضوع.

مسعود: لنبدأ بالسؤال الأول في هذه الحلقة: لماذا تعد إدارة المخاطر جزءًا أساسيًا من عملية الابتكار والتجريب، وكيف تساعد القادة في اتخاذ قرارات جريئة؟

إبسمة: دارة المخاطر ضرورية لضمان استدامة الابتكار. الابتكار والتجريب يحملان بطبيعتهما مخاطرة معينة، مثل عدم التأكد من نجاح المنتج الجديد أو مدى قبول السوق له. وفقًا لدراسةٍ من McKinsey، فإن المؤسسات التي تدير مخاطر الابتكار بفعالية تحقق أداءً أفضل بنسبة 30% مقارنة بمُنافِسَاتِها.

عند وضع إطار عمل لإدارة مخاطر الابتكار، يستطيع القادة اتخاذ قرارات جريئة دون أن يعرّضوا المؤسسة لمخاطر مفرطة. هذا يتيح لهم التوسع في أسواق جديدة وتجربة منتجات بطرق منضبطة ومرنة.

مسعود: وما هي الأدوات التي يمكن أن تساعد القادة في إدارة مخاطر الابتكار بشكل فعال عند استكشاف منتجات وأسواق جديدة؟

بسمة: هناك عدة أدوات يمكن استخدامها، منها على سبيل المثال:
النماذج الأولية السريعة (Rapid Prototyping): هذه التقنية تسمح بتجربة الأفكار بشكل سريع بتكلفة منخفضة، مما يقلل من المخاطر قبل الدخول في استثمار كبير.

كذلك، اختبار السوق على نطاق صغير (Market Testing): إطلاق المنتجات على نطاق صغير يعطي فرصة لمعرفة ردود فعل العملاء قبل التوسع.

أو، التحليل القائم على البيانات (Data Analytics): استخدام البيانات لتحليل سلوك السوق وتحديد الفرص والتحديات يمكن أن يوجّه القرارات بشكل أدق.

تقرير من Accenture يوضح أن الشركات التي تعتمد على هذه الأساليب في إدارة مخاطر الابتكار تتمتع بمرونة أكبر بنسبة 40% في التحول والاستجابة للفُرَص الجديدة.

مسعود: حسناً، وكيف يمكن للقادة تعزيز ثقافة تقبل المخاطرة والابتكار لدى فرق العمل؟

بسمة: القادة يلعبون دورًا رئيسيًا في بناء ثقافة تدعم الابتكار وتَقْبَلُ المخاطرة. لتحقيق ذلك، يمكنهم:

1. التشجيع على التجربة والتعلم من الفشل: السماح للفريق بتجربة أفكار جديدة وتقديم الدعم عند الفشل يعزز روح الابتكار.

2. بناءُ بيئة عمل قائمة على الشفافية: شرح أهداف المخاطرة والفائدة منها يساعد في تخفيف القلق لدى الفريق ويشجعهم على التعاون.

3. تقدير الابتكار كمجهود جماعي: دعم الأفراد ومكافأتهم على المبادرات الجريئة يعزز من رغبتهم في المشاركة وتقديم أفكار جديدة.

تقرير من PwC أشار إلى أن المؤسسات التي تدعم ثقافة تقبل المخاطر والتعلُّم من الفشل تزيد إنتاجية موظفيها بنسبة 20%.

مسعود: هذا جميل جداً، ختامًا، ما هي النصيحة الأهم التي تقدمينها للقادة الذين يسعون لاتخاذ قرارات جريئة في الابتكار مع إدارة مخاطر التجريب؟

بسمة: النصيحة الأهم هي التدرج في التجريب؛ بمعنى أن يبدأ القادة بتجارب صغيرة ويختبرون النتائج بشكل تدريجي قبل التوسع. هذا يساعدهم على فهم تأثيرات القرارات وقياس مستوى النجاح والفشل في إطار محدود.

كذلك، من الضروري أن يدعم القادة ثقافة التعلم المستمر داخل المؤسسة، حيث يتم مشاركة الدروس المستفادة من النجاحات والإخفاقات. هذا يجعل الجميع في المؤسسة جزءًا من عملية الابتكار ويقلل من المخاطر الناتجة عن القرارات الجريئة.

مسعود: شكرًا جزيلاً، بسمة! يبدو أن إدارة مخاطر الابتكار هي مفتاح النجاح لتحقيق التوازن بين الجرأة في اتخاذ القرارات وحماية المؤسسة من التحديات غير المتوقعة. نتمنى أن يحقق مستمعونا الاستفادة المرجوّة من هذه النصائح، نواصل معاً ونلقاكم في الحلقة القادمة من “بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual”.