بودكاست "قيادة غير تقليدية - Leading Unusual” هو رحلة استكشاف في عالم القيادة الحديثة، حيث نخرج عن النمط التقليدي لاستكشاف أساليب قيادية ملهمة ومبتكرة. من خلال خمسة محاور رئيسية - قيادة الذات، قيادة الفرق، قيادة الاستراتيجية، قيادة التغيير، وقيادة أصحاب المصلحة - نقدم أفكارًا مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ونشارك استراتيجيات لبناء ثقافة قيادية أصيلة ومرنة تتماشى مع تحديات اليوم.
مسعود: أهلاً بكم في الحلقة السابعة عشرة من “بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual”! اليوم نبدأ محورًا جديدًا بعنوان قيادة أصحاب المصلحة، وسنناقش فيه كيف يمكن للقادة بناء علاقات قوية ومستدامة مع أصحاب المصلحة من خلال نهج يتمحور حول الإنسان.
تشير دراسة أجرتها PwC إلى أن 65% من التنفيذيين يرون أن بناء علاقات مستدامة مع أصحاب المصلحة أمر جوهري لتحقيق النجاح المؤسسي، بينما أفاد 45% من الموظفين أنهم يشعرون بأن استراتيجيات مؤسساتهم تتجاهل احتياجات أصحاب المصلحة غير المباشرين، مثل المجتمع المحلي أو البيئة (PwC). هذا التناقض يمثل فجوة يمكن سدها من خلال القيادة الإنسانية.
مرحبًا بكِ، بسمة! كيف تصفين أهمية تبني القادة لنهج يتمحور حول الإنسان في التعامل مع أصحاب المصلحة؟
بسمة: شكرًا، مسعود! تبني نهج إنساني في قيادة أصحاب المصلحة ليس رفاهية، بل هو ضرورة لضمان التوازن بين تحقيق الأهداف المؤسسية وتلبية احتياجات الأطراف المختلفة. متحمسة اليوم لمشاركة الأفكار حول هذا الموضوع المهم.
السؤال الأول
مسعود: لنبدأ بالسؤال الأساسي: ما معنى “النهج الإنساني” في التعامل مع أصحاب المصلحة؟
بسمة: النهج الإنساني يعني النظر إلى أصحاب المصلحة كأفراد لديهم احتياجات وتطلعات، بدلاً من رؤيتهم كأرقام أو موارد. يتطلب هذا النهج التركيز على بناء علاقات قائمة على الاحترام والتفاهم المتبادل.
وفقاً لدراسة من Harvard Business Review، فإن الشركات التي تعتمد على هذا النهج تحقق رضا العملاء بنسبة 20% أعلى، وتزيد من مستوى ولاء الموظفين بنسبة 25% مقارنة بالشركات التي تركز فقط على الأهداف الربحية (HBR). النهج الإنساني يتطلب توازنًا بين الأهداف التجارية واحتياجات الأفراد، سواء كانوا موظفين، عملاء، مستثمرين، أو حتى المجتمعات المحيطة بالمؤسسة.
مسعود: التوازن بين احتياجات المؤسسة وأصحاب المصلحة يبدو أساسياً لنجاح طويل الأمد.
السؤال الثاني
مسعود: كيف يمكن للقادة بناء علاقات مستدامة مع أصحاب المصلحة؟
بسمة: لبناء علاقات مستدامة، يمكن للقادة اتباع ثلاث خطوات رئيسية:
1. الاستماع بفاعلية: فهم احتياجات وتوقعات أصحاب المصلحة من خلال حوارات مفتوحة.
2. التواصل الشفاف: مشاركة المعلومات بشكل واضح وصادق لبناء الثقة.
3. الوفاء بالوعود: الالتزام بالوفاء بما يتم التعهد به، سواء كان ذلك تجاه الموظفين، العملاء، أو المجتمع.
على سبيل المثال، شركة Patagonia تتبنى هذه المبادئ بشكل رائع. من خلال التزامها بالاستدامة البيئية ودعم المجتمعات المحلية، استطاعت الشركة بناء ولاء قوي مع أصحاب المصلحة لديها، مما ساهم في نموها المستدام.
مسعود: تبني هذه الخطوات يظهر اهتمامًا حقيقيًا بأصحاب المصلحة، مما يعزز العلاقات طويلة الأمد.
السؤال الثالث
مسعود: ما هو دور الأخلاق والقيم في قيادة أصحاب المصلحة؟
بسمة: الأخلاق والقيم هي العمود الفقري لأي علاقة مستدامة مع أصحاب المصلحة. عندما يُظهر القادة التزامًا قويًا بالقيم الأخلاقية مثل النزاهة، الشفافية، والعدالة، فإن ذلك يعزز الثقة.
دراسة أجرتها Edelman Trust Barometer وجدت أن 76% من العملاء يفضلون التعامل مع شركات تلتزم بأخلاقيات واضحة، وأن 65% من الموظفين يرغبون في العمل مع قادة يتخذون قرارات أخلاقية (Edelman Trust). القادة الذين يضعون القيم الأخلاقية في قلب استراتيجياتهم لا يبنون فقط الثقة، بل يخلقون أيضًا ثقافة مؤسسية مستدامة.
مسعود: الأخلاق والقيم تبدو أساساً قوياً لقيادة ناجحة ومؤثرة مع أصحاب المصلحة.
السؤال الرابع
مسعود: ختاماً، ما هي النصيحة الأهم التي تقدمينها للقادة لتعزيز علاقتهم مع أصحاب المصلحة؟
بسمة: النصيحة الأهم هي “التعاطف الفعّال”. القادة بحاجة إلى فهم وجهات نظر أصحاب المصلحة ووضع أنفسهم مكانهم. هذا يتطلب تواصلاً منتظماً ومشاركة فعّالة في احتياجاتهم وتحدياتهم.
أحد الأمثلة الرائدة هنا هو شركة Microsoft، حيث ركز ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي، على بناء ثقافة مؤسسية تتمحور حول التعاطف، مما ساهم في تحسين سمعة الشركة وعلاقتها مع عملائها وشركائها.
مسعود: التعاطف الفعّال هو ما يجعل القيادة أكثر إنسانية وأكثر تأثيراً. نصيحة رائعة، بسمة!
ختام الحلقة
مسعود: بهذا نكون قد بدأنا رحلتنا في محور قيادة أصحاب المصلحة، حيث استعرضنا اليوم:
1. معنى النهج الإنساني: التركيز على احتياجات الأفراد وبناء علاقات قائمة على الاحترام.
2. بناء العلاقات المستدامة: الاستماع، التواصل الشفاف، والوفاء بالوعود.
3. دور الأخلاق والقيم: تعزيز الثقة من خلال النزاهة والشفافية.
4. التعاطف الفعّال: فهم وجهات نظر أصحاب المصلحة والعمل بما يلبي احتياجاتهم.
نلقاكم في الحلقة القادمة حيث نواصل استكشاف هذا المحور الرائع حول قيادة أصحاب المصلحة من “بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual”!