بودكاست "قيادة غير تقليدية - Leading Unusual” هو رحلة استكشاف في عالم القيادة الحديثة، حيث نخرج عن النمط التقليدي لاستكشاف أساليب قيادية ملهمة ومبتكرة. من خلال خمسة محاور رئيسية - قيادة الذات، قيادة الفرق، قيادة الاستراتيجية، قيادة التغيير، وقيادة أصحاب المصلحة - نقدم أفكارًا مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ونشارك استراتيجيات لبناء ثقافة قيادية أصيلة ومرنة تتماشى مع تحديات اليوم.
مسعود: أهلاً وسهلاً بكم في الحلقة الثامنة من الموسم الأول من “بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual”! اليوم نختتم محور قيادة الفرق والأفراد بموضوع هام جداً وهو التوازن بين الدعم والتحدي. سنستخدم “مصفوفة الدعم والتحدي” كأداة أساسية لمناقشة كيفية تحقيق هذا التوازن لخلق بيئة عمل تحفز على الأداء العالي.
الدعم والتحدي هما عنصران حيويان في القيادة، إذ تُظهر الأبحاث أن الفرق التي تتمتع بتوازن جيد بينهما تحقق أداءً أعلى بكثير. وفقًا لدراسة من American Psychological Association في عام ألفين وعشرين، الفرق التي تحصل على دعم مستمر وتواجه تحديات محسوبة تشهد تحسنًا في الأداء بنسبة خمسة وثلاثين في المئة.
معنا كالعادة بسمة، لتشاركنا رؤيتها حول كيفية استخدام مصفوفة الدعم والتحدي لتحقيق هذا التوازن في قيادة الفريق. أهلاً بكِ بسمة!
بسمة: شكرًا مسعود! التوازن بين الدعم والتحدي فعلاً هو سر النجاح في خلق بيئة عمل محفزة وملهمة. متحمسة لشرح المصفوفة معك.
مسعود: لنبدأ، بسمة. ما هي “مصفوفة الدعم والتحدي” وكيف يمكن للقادة استخدامها لفهم احتياجات فرقهم؟
بسمة: مصفوفة الدعم والتحدي أو The Support Challenge Matrix هي أداة تساعد القادة في تحديد مستوى الدعم والتحدي الذي يقدمونه لأفراد الفريق. تتكون المصفوفة من أربعة أقسام:
1. منطقة الإهمال: هي الوضع الذي يكون فيه الدعم والتحدي منخفضين، مما يجعل الأفراد يشعرون بعدم الأهمية ويؤدي إلى ضعف الأداء.
2. منطقة الراحة: هنا يوجد دعم عالٍ ولكن تحدٍ منخفض، مما يجعل الفريق يشعر بالراحة ولكنه لا يتطور بشكل كافٍ.
3. منطقة الضغط: تحدٍ عالٍ مع دعم منخفض، مما يسبب شعور الأفراد بالضغط والإرهاق.
4. منطقة التطور المثالي: وهي الوضع الأمثل حيث يوجد توازن بين الدعم والتحدي، ما يحفز الفريق على النمو والتطور بأداء عالٍ.
مسعود: رائع، وكيف يمكن للقادة تقديم الدعم بشكل فعّال دون أن يصبح هذا الدعم عائقًا أمام نمو الفريق؟
بسمة: الدعم الفعّال هو الذي يقدم للفريق الموارد والأدوات التي يحتاجونها دون التدخل الزائد. في “منطقة التطور المثالي”، يقدم القائد الدعم الذي يعزز الثقة بالنفس ويسمح للأفراد بتحمل المسؤولية. وفقًا لدراسة من Institute for Corporate Productivity في عام ألفين وتسعة عشر، القادة الذين يقدمون دعمًا مستمرًا يعززون استقلالية الأفراد ويزيدون من مهاراتهم بنسبة تصل إلى ثلاثين في المئة.
الدعم يشمل التوجيه والتغذية الراجعة، لكن مع الحرص على أن يشعر الأفراد بأنهم يملكون الحرية لاتخاذ قراراتهم وتطوير حلولهم.
مسعود: ممتاز! وكيف يمكن للقادة تقديم التحدي بطريقة إيجابية تدفع الفريق للتطور دون أن تكون مرهقة؟
بسمة: التحدي الإيجابي يعني أن يقدم القائد مهاماً صعبة ولكن ممكنة، بحيث يتمكن الأفراد من الخروج من “منطقة الراحة” والدخول في “منطقة التطور المثالي”. دراسة من Leadership Quarterly في ألفين وتسعة عشر توضح أن الفرق التي تواجه تحديات مدروسة ولكن معقولة تحقق تطوراً بنسبة تصل إلى أربعين في المئة مقارنة بالفرق التي تواجه تحديات مرهقة أو غير مدروسة.
التحدي يجب أن يكون متوازنًا مع القدرات الفردية لأعضاء الفريق، بحيث يحفزهم للابتكار ويعطيهم فرصًا لتحسين مهاراتهم دون أن يشعروا بالضغط.
مسعود: ختامًا، ما هي النصيحة الأهم التي تقدمينها للقادة الذين يسعون لتحقيق هذا التوازن باستخدام مصفوفة الدعم والتحدي؟
بسمة: النصيحة الأهم هي التقييم المستمر لمستوى الدعم والتحدي. دراسة من Harvard Business School في عام ألفين وتسعة عشر تشير إلى أن القادة الذين يستخدمون التقييم المستمر لتحديد مستوى الدعم والتحدي المطلوب هم الأكثر نجاحًا في تحقيق أداء مرتفع.
يمكن للقائد تقييم مستوى الدعم والتحدي بشكل دوري مع الفريق، للتأكد من وجود التوازن الأمثل، مما يسمح بتكييف النهج بناءً على احتياجات الفريق وتطورهم.
مسعود: شكرًا جزيلاً يا بسمة! يبدو أن استخدام “مصفوفة الدعم والتحدي” هو أداة فعّالة لأي قائد يسعى لبناء فريق متكامل وقوي. قبل أن نختتم، لنستعرض سريعًا ما تعلمناه في محور قيادة الفرق والأفراد ضمن الحلقات الأربع الأخيرة:
1. بناء الثقة وروح الفريق: تحدثنا عن أهمية الثقة كركيزة أساسية، وكيف أن وجودها يعزز من انسجام الفريق ويقوي علاقاتهم.
2. تمكين الفرق والاستقلالية: تعلمنا أن التمكين يُحفز الابتكار والاستقلالية، ويعطي الأفراد الفرصة لتقديم أفضل ما لديهم.
3. التغذية الراجعة والتواصل المفتوح: ناقشنا كيف يُسهم التواصل المفتوح في بناء بيئة عمل مليئة بالشفافية، مما يساعد الأفراد على النمو الشخصي والمهني.
4. التوازن بين الدعم والتحدي: اليوم، استعرضنا مصفوفة الدعم والتحدي وكيف يمكن استخدامها لخلق بيئة توازن بين توفير الدعم وتقديم تحديات ملائمة لتحقيق الأداء الأمثل.
كل هذه المواضيع تدعم مفهوم “قيادة الفرق والأفراد” كعنصر حاسم في بناء بيئة عمل فعالة وعالية الأداء. نتطلع إلى استكمال رحلتنا معكم في المحاور القادمة. نلقاكم في الحلقة القادمة من “بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual”!