بودكاست "قيادة غير تقليدية - Leading Unusual” هو رحلة استكشاف في عالم القيادة الحديثة، حيث نخرج عن النمط التقليدي لاستكشاف أساليب قيادية ملهمة ومبتكرة. من خلال خمسة محاور رئيسية - قيادة الذات، قيادة الفرق، قيادة الاستراتيجية، قيادة التغيير، وقيادة أصحاب المصلحة - نقدم أفكارًا مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ونشارك استراتيجيات لبناء ثقافة قيادية أصيلة ومرنة تتماشى مع تحديات اليوم.
مسعود: أهلاً بكم في الحلقة التاسعة من الموسم الأول من “بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual”! مع بداية هذه الحلقة، ننتقل إلى محور جديد وهو قيادة الاستراتيجية والابتكار. في هذا المحور، سنبحث كيف يمكن للقادة توجيه مؤسساتهم نحو الابتكار وتبني استراتيجيات مرنة وفعّالة تواكب التغيرات السريعة في بيئة الأعمال. فالعالم اليوم يتطلب من المؤسسات تبني نهج مرن لتحقيق الاستدامة والتميز.
في هذه الحلقة، سنناقش موضوعًا أساسيًا وهو الفرق بين الاستراتيجية التقليدية والاستراتيجية الابتكارية، وكيف يمكن للقادة تبني نهج استراتيجي غير تقليدي للتعامل مع التحديات والابتكار. الكتاب “Lead and Disrupt” للمؤلفين تشارلز أوريلي ومايكل توشمان يقدم رؤية عميقة حول كيفية تحقيق التوازن بين الإدارة التقليدية للعمليات الحالية والابتكار لخلق مستقبل جديد.
معنا كالعادة بسمة، لتشاركنا رؤيتها حول كيفية تطبيق الاستراتيجية الابتكارية. أهلاً بكِ بسمة!
بسمة: شكرًا مسعود! استراتيجية الابتكار تعتبر الأساس لتمكين المؤسسات من التكيف والنمو في بيئة متغيرة. متحمسة للحديث عن هذا الموضوع!
مسعود: لنبدأ، بسمة. ما الفرق الأساسي بين الاستراتيجية التقليدية والاستراتيجية الابتكارية؟
بسمة: الاستراتيجية التقليدية تركز على الاستقرار وتعتمد على التخطيط بعيد المدى، حيث تقوم على تحسين الأداء الحالي بناءً على بيانات وتوقعات ثابتة. بينما تركز الاستراتيجية الابتكارية على المرونة والتكيف السريع. في “Lead and Disrupt”، يناقش المؤلفان فكرة “المفارقة الابتكارية”، وهي الحاجة إلى الحفاظ على العمليات التقليدية مع دفع الابتكار في الوقت نفسه، لتحقيق التوازن بين الاستمرارية والتجديد.
استراتيجية الابتكار تتطلب من القادة تبني ممارسات تعتمد على المخاطرة المحسوبة والتعلم المستمر لمواكبة التغيرات. هذه الاستراتيجية تمكن المؤسسات من الاستجابة بشكل فعّال للتغيرات غير المتوقعة في السوق.
مسعود: رائع، وكيف يمكن للقادة البدء في تبني الاستراتيجية الابتكارية داخل مؤسساتهم؟
بسمة: الخطوة الأولى هي تغيير الثقافة التنظيمية لخلق بيئة تشجع على التجربة والتعلم. “Lead and Disrupt” يشير إلى أهمية بناء فرق مبتكرة إلى جانب الفرق التقليدية، حيث يعملون بالتوازي للحفاظ على الأنشطة الأساسية ودفع الابتكار. كما أن دراسة من McKinsey & Company عام 2018 توضح أن المؤسسات التي تشجع على ثقافة التعلم والتجريب تزداد احتمالية نجاحها الابتكاري بنسبة تصل إلى خمسين بالمئة. (McKinsey)
التحول نحو استراتيجية الابتكار يبدأ ببناء بيئة تتيح للأفراد التفكير بحرية وتجربة أفكار جديدة مع دعم الموارد اللازمة لذلك.
مسعود: جميل، وما هو دور القائد في قيادة الفرق نحو استراتيجيات مرنة وابتكارية؟
بسمة: القائد يلعب دورًا حاسمًا في تقديم رؤية واضحة للابتكار والتشجيع على تبني أفكار جديدة. حسب أوريلي وتوشمان، القادة الناجحون في الابتكار هم من يستطيعون التكيف والاحتفاظ بمكانتهم التقليدية مع الابتكار لتحقيق النمو. دراسة من Deloitte في 2019 تؤكد أن الفرق التي يقودها قادة مرنون ومبتكرون يحققون نتائج أفضل بنسبة تصل إلى 40%. (Deloitte)
القائد هنا ليس مجرد مدير، بل هو موجه يتيح المجال لطرح الأفكار الجديدة وتطبيقها بأسلوب يتماشى مع تطورات السوق.
مسعود: ختامًا، بسمة، ما هي النصيحة التي تقدمينها للقادة الذين يرغبون في تحويل استراتيجياتهم إلى استراتيجيات ابتكارية؟
بسمة: النصيحة الأهم هي تطوير مهارات التعلم المستمر والانفتاح على استشراف المستقبل. وفقًا لما يطرحه كتاب “Lead and Disrupt”، يجب أن يركز القادة على الابتكار بالاعتماد على فرق متخصصة تهتم بالاستراتيجيات المستقبلية وتطبق نهج التعلم المستمر. دراسة من Boston Consulting Group عام 2019 توضح أن المؤسسات التي تعزز من ثقافة التعلم المستمر أكثر جاهزية لتطبيق الابتكار بنسبة تصل إلى 45%. (BCG)
التعلم المستمر يمنح القادة القدرة على التعامل مع التحديات بمرونة وتفكير جديد، ما يضمن تحقيق استراتيجيات مرنة ومؤثرة.
مسعود: شكرًا جزيلاً، بسمة! الاستراتيجية الابتكارية هي بالفعل أحد العوامل التي تساعد الشركات على الحفاظ على تنافسيتها وتطوير أدائها. نأمل أن يكون مستمعونا قد استفادوا من هذه الأفكار، ونتطلع لمزيد من الحلقات حول قيادة الاستراتيجية والابتكار. نلقاكم في الحلقة القادمة من “بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual”!