بودكاست "قيادة غير تقليدية - Leading Unusual” هو رحلة استكشاف في عالم القيادة الحديثة، حيث نخرج عن النمط التقليدي لاستكشاف أساليب قيادية ملهمة ومبتكرة. من خلال خمسة محاور رئيسية - قيادة الذات، قيادة الفرق، قيادة الاستراتيجية، قيادة التغيير، وقيادة أصحاب المصلحة - نقدم أفكارًا مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ونشارك استراتيجيات لبناء ثقافة قيادية أصيلة ومرنة تتماشى مع تحديات اليوم.
مسعود: أهلاً بكم في الحلقة السادسة عشرة من “بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual”! نختتمُ اليوم محور قيادة التغيير والتنفيذ بمناقشة أحد أهم الأسئلة: كيف يمكن للقادة ضمان استدامة التغيير داخل مؤسساتهم؟
تشير الدراسات إلى أن 70% من مبادرات التغيير المؤسسي تفشل بسبب عدم قدرة المؤسسات على تحويل التغيير إلى جزء دائم من ثقافتها. في هذه الحلقة، سنستعرض استراتيجيات فعّالة من منهجيات رائدة، مثل نموذج كوتر Leading Change واستراتيجيات BCG، لضمان أن يصبح التغيير مستداماً، مع تعزيز النتائج على المدى الطويل.
أهلاً بكِ، بسمة! يسعدنا أن نستمع إلى رؤيتك حول هذا الموضوع المهم.
بسمة: شكرًا، مسعود! استدامة التغيير هي التحدي الأكبر في رحلات التغيير المؤسسي. متحمسة اليوم لمشاركة أفكار عملية تساعد القادة على ترسيخ التغيير كجزء لا يتجزأ من ثقافة مؤسساتهم.
مسعود: لنبدأ بالسؤال الأساسي: ما هو المفتاح الرئيسي لضمان استدامة التغيير؟
بسمة: المفتاح الرئيسي هو دمج التغيير في ثقافة المؤسسة. التغيير لن يكون مستداماً إذا ظل يُنظر إليه كمرحلة منفصلة أو كمشروع مؤقت.
وفقاً لنموذج كوتر، فإن الخطوة الثامنة من خطوات التغيير هي “ترسيخ التغيير في الثقافة المؤسسية”. لتحقيق ذلك، يجب على القادة تعزيز السلوكيات الجديدة من خلال تقديم أمثلة عملية، ودعم القيم التي تدعم هذا التغيير في جميع جوانب العمليات اليومية.
على سبيل المثال، في شركة Procter & Gamble، تم دمج مبادرات التحول الرقمي كجزء من الثقافة المؤسسية عبر توفير تدريبات مستمرة، وتعيين قادة للتغيير، ومكافأة السلوكيات التي تعزز الرقمنة. وفقًا لدراسةٍ من Harvard Business Review، المؤسسات التي تعمل على دمج التغيير في الثقافة المؤسسية تكون أكثر نجاحًا بنسبة 40% في الحفاظ على النتائج (Harvard Business Review).
مسعود: دمج التغيير في الثقافة يبدو أنه الخطوة الأهم لترسيخ نتائجه على المدى الطويل.
مسعود: كيف يمكن للقادة قياس مدى استدامة التغيير داخل مؤسساتهم؟
بسمة: قياس استدامة التغيير يتطلب مراقبة مستمرة عبر ثلاث أدوات رئيسية:
1. قياسات الأداء: مراقبة المؤشرات الرئيسية (KPIs) المرتبطة بالتغيير، مثل الإنتاجية، رضا العملاء، أو انخفاض التكاليف.
2. استطلاعات الرأي: قياس رضا الموظفين ومدى شعورهم بالانتماء إلى ثقافة التغيير.
3. تحليل السلوكيات: مراقبة ما إذا كانت السلوكيات المستهدفة أصبحت جزءًا من العمليات اليومية.
وفقًا لدراسة من Boston Consulting Group، فإن المؤسسات التي تعتمد على قياسات منتظمة ومراجعات دورية تحقق استدامة أعلى للتغيير بنسبة 30% مقارنة بغيرها (BCG).
مسعود: مراقبة الأداء والسلوكيات هي طريقة قوية لتحديد ما إذا كان التغيير يحقق نتائجه المطلوبة.
مسعود: كيف يمكن للقادة التعامل مع التحديات التي تواجه استدامة التغيير؟
بسمة: التحديات الرئيسية لاستدامة التغيير تشمل مقاومة الموظفين، نقص الموارد، أو التراجع عن التغيير في ظل الضغوط. للتعامل مع هذه التحديات، يمكن للقادة:
1. إنشاء فرق لدعم التغيير: فرق مكرسة لمراقبة التقدم وحل المشكلات.
2. تعزيز الشفافية: توضيح أسباب التغيير ومشاركة النجاحات التي تم تحقيقها.
3. إعادة تقييم مستمرة: التأكد من أن التغيير لا يزال يتماشى مع الأهداف المؤسسية طويلة الأمد.
مثال رائع هنا هو شركة Netflix، التي تواجه تحديات مستمرة في الحفاظ على ثقافتها الابتكارية. تعتمد Netflix على مبادئ الشفافية العالية وإعادة التقييم المنتظم للتأكد من أن ثقافتها تدعم التغيير المستمر.
مسعود: التركيز على الشفافية والدعم يبدو أساسياً للتغلب على التحديات في رحلة استدامة التغيير.
مسعود: ختاماً، ما هي النصيحة الأهم التي تقدمينها للقادة لضمان استدامة التغيير؟
بسمة: النصيحة الأهم هي الاحتفاء بالنجاحات واستمرار التعلم. القادة يجب أن يحتفلوا بالإنجازات التي حققها الفريق نتيجة للتغيير، حتى لو كانت صغيرة. هذا يعزز الثقة ويحفز الفرق على الالتزام بالتغيير.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون هناك ثقافة مستمرة للتعلم والتكيف. المؤسسات التي تتعلم من تجاربها وتعدل استراتيجياتها بناءً على التغذية الراجعة تزيد من قدرتها على استدامة التغيير.
مسعود: نصيحة ملهمة، بسمة! الاحتفاء بالنجاحات وبناء ثقافة التعلم المستمر يمكن أن يكونان مفاتيح لاستدامة التغيير.
مسعود: بهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المحور الرابع عن قيادة التغيير والتنفيذ، على مدار الحلقات الأربع الأخيرة، ناقشنا:
1. الخطوات الأولى في قيادة التغيير الناجح: التركيز على بناء الوعي وتوحيد الجهود نحو رؤية واضحة.
2. كيفية تبني نهج التغيير المؤسسي الإيجابي: استخدام نموذج التحفيز، إعادة التصميم، والتماسك لتحفيز الفرق وتفعيل التغيير.
3. كيفية تحقيق التنفيذ الفعّال: من خلال الضوابط الأربعة التي تضمنت التركيز على الأهداف الحيوية، المقاييس الاستباقية، لوحات النتائج المحفزة، وإيقاع المحاسبة.
4. كيفية ضمان استدامة التغيير: بدمجه في الثقافة المؤسسية، قياس التقدم، والتغلب على التحديات.
نأمل أن تكون هذه الأفكار قد ألهمتكم لضمان استدامة التغيير داخل مؤسساتكم. نلقاكم في الحلقة القادمة ، حيث نبدأ محورًا جديدًا عن قيادة أصحاب المصلحة، شكراً لمتابعتكم “بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual”!