Leading Unusual

الحلقة الخامسة من بودكاست "قيادة غير تقليدية - Leading Unusual” - مقدمة قصيرة عن المحور الثاني محور قيادة الفرق والأفراد يليها تغطية للعنوان الأول تحت هذا المحور حول بناء الثقة: طرق لتعزيز الثقة وروح الفريق كعامل رئيسي في الأداء. 

What is Leading Unusual?

بودكاست "قيادة غير تقليدية - Leading Unusual” هو رحلة استكشاف في عالم القيادة الحديثة، حيث نخرج عن النمط التقليدي لاستكشاف أساليب قيادية ملهمة ومبتكرة. من خلال خمسة محاور رئيسية - قيادة الذات، قيادة الفرق، قيادة الاستراتيجية، قيادة التغيير، وقيادة أصحاب المصلحة - نقدم أفكارًا مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ونشارك استراتيجيات لبناء ثقافة قيادية أصيلة ومرنة تتماشى مع تحديات اليوم.

مسعود: أهلاً وسهلاً بكم جميعاً في الحلقة الثانية من “بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual”! اليوم سنتناول موضوعًا محوريًا وضروريًا لنجاح أي فريق عمل: “بناء الثقة وتكوين روح الفريق”. الثقة ليست مجرد كلمة؛ إنها عامل أساسي في كل فرق العمل، وبدونها يصبح من الصعب جدًا تحقيق الأداء العالي. حسب دراسة أجرتها The Leadership Institute في عام ألفين واثنين وعشرين، وجدت أن أكثر من سبعين في المئة من القادة يرون أن الافتقار إلى الثقة داخل فرقهم هو السبب الرئيسي لتراجع الأداء.

كذلك، أظهرت دراسة من Google في مشروعهم المسمى Project Aristotle أن الفرق التي تعتمد على الثقة كركيزة أساسية تحقق أداءً أعلى بنسبة خمسين في المئة مقارنةً بالفرق التي تفتقر لهذا العنصر (Google, 2019). إذن، الثقة ليست مجرد عامل مساعد، بل هي اللبنة الأولى لبناء فريق فعّال وقادر على النجاح. ومعنا اليوم ضيفتنا بسمة، التي ستشاركنا رؤيتها حول كيفية بناء الثقة في بيئة العمل وتعزيز روح الفريق لتصبح فرقنا أكثر ترابطًا وتعاونًا. هيا بنا، أهلاً بكِ بسمة!

بسمة: شكرًا مسعود! موضوع رائع، فعلاً بناء الثقة هو حجر الأساس لأي نجاح في العمل الجماعي. مستعدة للغوص في الموضوع!

مسعود: لنبدأ بالسؤال الأساسي، بسمة، لماذا تعتبر الثقة ضرورية إلى هذه الدرجة في بناء فريق فعّال؟

بسمة: انظر، مسعود، الثقة ليست مجرد شعور، بل هي أساس يؤثر على كل شيء في الفريق. الثقة تعني أن أفراد الفريق يستطيعون الاعتماد على بعضهم البعض، ولا يخشون من الانتقاد البناء أو من التعبير عن آرائهم. وهذا بدوره يحسن من جودة العمل الجماعي. وفقًا لدراسة أجراها معهد Gallup في عام ألفين وواحد وعشرين، الموظفون الذين يشعرون بالثقة تجاه قادتهم يظهرون معدل التزام أعلى بنسبة ثلاثين في المئة مقارنةً بأولئك الذين يفتقرون لهذا الشعور. هذا الالتزام ينبع من أن القائد الذي يثق بقدرات فريقه يُحفز أفراده ليعملوا بشغف وابتكار.

ببساطة، الثقة تؤدي إلى تحسين التواصل، وهذا التواصل يجعل أعضاء الفريق يشعرون بأهميتهم وبأن آرائهم تُقدّر. الثقة تزرع بيئة مفتوحة وتؤدي إلى بناء أساس قوي للتعاون والانسجام.

مسعود: رائع! طيب، ما هي بعض الأساليب العملية لبناء الثقة بين أعضاء الفريق؟

بسمة: هناك العديد من الأساليب، وأهمها الشفافية والتواصل الصريح. وفقًا لدراسة أجرتها Harvard Business Review في عام ألفين وعشرين، الفرق التي تشارك المعلومات بوضوح وتحتفظ بتواصل مفتوح تحقق أداءً أعلى بنسبة خمسة وثلاثين في المئة مقارنةً بالفرق الأخرى. القادة الذين يشجعون الشفافية ويدعمون الفريق للتعبير عن آرائهم يعززون بيئة من الثقة والاحترام المتبادل.

التواصل الصريح يعني أن يتحدث القائد بصدق عن توقعاته وتحدياته، مما يُشعر الفريق بأن القائد جزء منهم. كما يمكن للقائد أن يتخذ خطوات إضافية مثل التقدير العلني لجهود الأعضاء وتشجيعهم على تبادل الأفكار بشكل منفتح.

مسعود: جميل، وما هو الرابط بين الثقة وروح الفريق؟

بسمة: الثقة هي العنصر الذي يوحّد الفريق ويخلق شعورًا عميقًا بالانتماء، فتشعر المجموعة وكأنها وحدة واحدة. دراسة أجراها Positive Leadership Institute في عام ألفين وتسعة عشر أظهرت أن الفرق التي تمتلك مستويات عالية من الثقة تشهد زيادة في الرضا الوظيفي بنسبة أربعين في المئة، وهذا بدوره يعزز روح الفريق بشكل ملحوظ.

عندما يشعر أعضاء الفريق أن زملاءهم وقائدهم يثقون بهم، يصبح لديهم الحافز لبذل جهد أكبر والتعاون بشكل أفضل، ما يجعل الفريق أشبه بعائلة تسعى لتحقيق هدف واحد. كما أن بيئة الثقة تدفع الأعضاء لتحمل المسؤولية الشخصية ودعم بعضهم البعض في اللحظات الصعبة.

مسعود: ممتاز، بسمة. هل هناك خطوات عملية محددة لتعزيز الثقة في الفرق الناشئة أو التي تعاني من بعض التوترات؟

بسمة: بالطبع، هناك عدة خطوات يمكن للقائد اتباعها. أحد الأساليب الفعّالة هو اعتماد جلسات تغذية راجعة بنّاءة ومنتظمة. دراسة من Deloitte نشرت في ألفين وواحد وعشرين أظهرت أن الفرق التي تعتمد على جلسات تغذية راجعة منتظمة شهدت تحسنًا في الثقة بين الأعضاء بنسبة خمسة وعشرين في المئة.

هذه الجلسات تكون فرصة للأعضاء لمناقشة التحديات والنجاحات بشكل منفتح، وتعزز الشفافية والتعاون داخل الفريق. إضافة إلى ذلك، يمكن للقادة تبني بعض الأنشطة التي تعزز الروح الجماعية، مثل الأنشطة الترفيهية أو الجلسات الخارجية غير الرسمية. هذه الأنشطة، ولو كانت بسيطة، تساهم بشكل كبير في تقوية روابط الثقة بين الأعضاء وجعلهم يشعرون أنهم جزء من كيان واحد.

مسعود: رائع يا بسمة! أعتقد أن كلامك مليء بالنصائح العملية والقيمة حول بناء الثقة وروح الفريق. أتمنى أن يستفيد مستمعونا من هذه النصائح ويبدأون بتطبيقها لبناء فرق قوية ومتعاونة. شكراً لك على هذا النقاش الملهم والمفيد. نلقاكم في الحلقة القادمة من “بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual”!