Leading Unusual

الحلقة الرابعة من بودكاست "قيادة غير تقليدية - Leading Unusual” - محور قيادة الذات: نصائح لتحقيق الأصالة والنزاهة في القيادة.
تحتوي الحلقة في دقيقتها الأخيرة على ملخص الحلقات الأربعة السابقة فيما يخص المحور الأول: قيادة الذات.

What is Leading Unusual?

بودكاست "قيادة غير تقليدية - Leading Unusual” هو رحلة استكشاف في عالم القيادة الحديثة، حيث نخرج عن النمط التقليدي لاستكشاف أساليب قيادية ملهمة ومبتكرة. من خلال خمسة محاور رئيسية - قيادة الذات، قيادة الفرق، قيادة الاستراتيجية، قيادة التغيير، وقيادة أصحاب المصلحة - نقدم أفكارًا مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ونشارك استراتيجيات لبناء ثقافة قيادية أصيلة ومرنة تتماشى مع تحديات اليوم.

مسعود: أهلاً وسهلاً بكم في الحلقة الرابعة من الموسم الأول من “بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual”! في هذه الحلقة سنتناول موضوعًا جوهريًا لأي قائد غير تقليدي، وهو القيادة الأصيلة والمحافظة على القيم. كيف يمكن للقادة أن يكونوا صادقين مع أنفسهم دون التنازل عن قيمهم؟ وكيف يؤثر ذلك على الفريق وأدائهم؟ في عالم مليء بالتحديات، تبرز القيادة الأصيلة كعنصر جوهري لبناء الثقة وتحقيق نتائج ملهمة.

ووفقاً لما ذكره كتاب The Leadership Challenge القيادة الأصيلة تتطلب من القادة أن يكونوا قدوة حقيقية، مما يعزز الالتزام داخل الفريق ويُحفزهم للنجاح. معنا اليوم بسمة، التي ستحدثنا عن كيفية تعزيز القيادة الأصيلة والحفاظ على الأمانة مع النفس والفريق. أهلاً بكِ يا بسمة!

بسمة: شكرًا لك، مسعود! موضوع عميق جدًا، والقيادة الأصيلة هي بالفعل محور القيادة المؤثرة والملهمة.

مسعود: لنبدأ بسؤال أساسي، بسمة، كيف يمكن للقائد أن يحقق قيادة أصيلة دون التضحية بقيمه؟

بسمة: القيادة الأصيلة تبدأ بأن يكون القائد صادقًا مع نفسه ومع من حوله. وفقًا لكتاب The Leadership Challenge، من الدروس المستفادة أن القادة الناجحين هم أولئك الذين يُظهرون التزامًا ثابتًا بقيمهم، حيث أن الأصالة تُبنى على أساس متين من النزاهة والصدق. الدراسات تدعم هذا المفهوم؛ على سبيل المثال، دراسة من Harvard Business Review في ألفين وسبعة عشر وجدت أن القادة الأصليين يحققون رضا أعلى بنسبة ثلاثين في المئة بين موظفيهم.

الأصالة تخلق نوعًا من الانسجام بين القيم الشخصية والقرارات العملية، مما يجعل الفريق يثق بالقائد ويتطلع له كقدوة.

مسعود: ممتاز يا بسمة! وكيف يُمكن للقائد أن يُظهر أمانةً أصيلة في بيئة مليئة بالضغوط والتوقعات المتزايدة؟

بسمة: الأمانة تأتي من الجرأة على أن تكون صادقًا حتى عندما يكون ذلك صعبًا. كتاب Why Should Anyone Be Led By You يشير إلى أن القادة الفعّالين هم أولئك الذين لا يخشون التعبير عن نقاط ضعفهم، مما يجعلهم أكثر إنسانية ويُقرّبهم من فريقهم. وفقًا لدراسة أجراها معهد القيادة الإيجابية في ألفين وعشرين، القادة الذين يعترفون بأخطائهم ويمارسون الشفافية يُظهرون فرقًا في الأداء يصل إلى خمسة وعشرين في المئة مقارنةً بمن يُحاولون التستر على جوانب القصور.

الأمانة تُعزز التواصل المفتوح وتُحفز الفريق ليشعروا أن قائدهم يعتمد عليهم ويتطلع لنموهم وليس لتحقيق نجاحه الشخصي فقط.

مسعود: جميل، وما هي بعض الأساليب التي يمكن أن يستخدمها القائد لتعزيز القيادة الأصيلة وبناء الثقة؟

بسمة: أحد الدروس التي يُقدمها كتاب The Leadership Challenge هو أهمية تحديد القيم الشخصية والمهنية والالتزام بها بشكل دائم. Kouzes و Posner يذكران في الكتاب أن القائد الأصيل هو من لا يُساوم على قيمه حتى في الأوقات الصعبة. يُمكن للقائد أن يُعزز القيادة الأصيلة من خلال ممارسة الشفافية وتطبيق نفس المبادئ التي يتوقعها من فريقه. دراسة من مجلة القيادة الأخلاقية (Journal of Ethical Leadership) في ألفين وتسعة عشر أشارت إلى أن الفرق التي يقودها قادة يحترمون القيم ويعملون بها تحقق معدلات التزام تصل إلى خمسين في المئة أعلى من غيرها.

هذا السلوك يُعزز روح الانتماء للفريق ويُساهم في بناء ثقافة مؤسسة تقوم على النزاهة والالتزام بالقيم المشتركة.

مسعود: ختاماً، لو أراد قائد تطوير قيادته الأصيلة، ما هي النصيحة الأولى التي تَنصحينه بها؟

بسمة: النصيحة الأولى هي التأمل في القيم الشخصية وتحديدها. وفقًا لكتاب Dare to Lead للكاتبة Brené Brown، القادة الذين يعرفون قيمهم ويلتزمون بها يتمكنون من تحقيق تأثير ملهم في الفريق ويصبحون أكثر وضوحًا في اتخاذ قراراتهم. دراسة من Harvard Business Review في ألفين وتسعة عشر وجدت أن القادة الذين يمارسون التأمل الذاتي بشكل منتظم يظهرون مستوى أعلى من الاتساق مع قيمهم ويكتسبون قدرة أكبر على التعامل مع التحديات الصعبة.

التأمل الذاتي يمكّن القائد من اكتشاف جذور القيم التي يعتمد عليها، ويعزز استمرارية القيادة الأصيلة كأسلوب فاعل يؤثر إيجاباً على الفريق وبيئة العمل.

الخاتمة

مسعود: رائع يا بسمة! يبدو أن القيادة الأصيلة، سواء من خلال الأمانة أو الاتساق مع القيم، هي المفتاح لبناء فريق قوي وملهم. شكرًا لكِ على هذه الأفكار القيّمة والمحفزة.

والآن، بعد أن أكملنا هذا المحور حول قيادة الذات في الحلقات الأربع الأولى، دعونا نلخص أهم الفوائد المستخلصة:

1. الوعي الذاتي وتحديد القيم الشخصية: تعلمنا أن القيادة تبدأ بالوعي الذاتي وفهم القيم الأساسية التي يعتنقها القائد، مما يتيح له تحقيق قيادة أكثر أصالة وفعالية.
2. تنمية المرونة والتكيف: استعرضنا أساليب عملية لتنمية المرونة في بيئة العمل، مما يمكّن القادة من مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص للنمو.
3. الذكاء العاطفي وتطوير العلاقات: الذكاء العاطفي يعزز قدرة القادة على فهم مشاعرهم والتفاعل بإيجابية مع مشاعر الآخرين، مما يبني علاقات أكثر قوة وتعاونًا داخل الفريق.
4. الأمانة والاتساق مع القيم: تعلمنا من دروس القيادة الأصيلة أن الأمانة والاتساق مع القيم يعززان من ثقة الفريق، ويخلقان بيئة من الانتماء والالتزام المشترك.

كانت هذه الفوائد هي حجر الأساس لبناء قيادة فعالة ومؤثرة. نتطلع إلى استكمال رحلتنا معكم في الحلقات القادمة لتغطية مزيد من المواضيع المحورية. نلقاكم في الحلقة القادمة من “بودكاست قيادة غير تقليدية - Leading Unusual”!